للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرأ سائر القراء بالجمع لأنها صلوات جماعة. والإفراد لأنه مصدر يقع على القليل والكثير. وقد وافق حمزة والكسائي

وحفصا عن التوحيد، جماعة من غير السبعة، منهم الأعمش وحُمَيْد وابن وثاب.

والتّوحيد اختيار أبي عبيد. وقال: الصلاة بالتوحيد عندي، أكثر من الصلوات. ألا تسمع قول الله

تعالى (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ) للصلوات، لا يتكلم بها إلا على العدد، كقولك: ثلاث صلوات، وأربع وخمس.

وقال صاحب العين سَكَنَ يَسْكُنُ سُكُوناً، إذا ذهبت حركته. ويقال: سَكَنَتِ الرِّيح، وَسَكَنَ المَطَر،

وسَكَنَ الغَضَب وسَكَنَ في معنى سَكَتَ. وهو المستعمل في أشياء كثيرة وفي كتاب الله تعالى (وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ)، أي

سَكَنَ. شبّه سُكُوت الغضب، بسكوت الناطق، من حيث كان ثُؤْرُهُ، كالناطق، وسُكُونُه كالسُّكُوتِ، وقيل

هو من المقلوب. والمعنى ولما سكت موسى عن الغضب فهو كقولهم: أدخلت القلنسوة في رأسي

والسَّكْن بسكون الكاف، هو العيال، وهم أهل البيت، ومنه قول الشاعر:

لَيْسَ بِأَسْفَى ولا أَقْنَى ولا سَعَلٍ ... يُسْقَى دَوَاءَ قَفِيِّ السَّكْنِ مَرْبُوبِ

<<  <  ج: ص:  >  >>