للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وعم طُوفانُ الظلام الأثأبا

والأثأب: شجر شبه الطَّرْفَاء إلاَّ أنه أكبر.

وحكى بعض وزراء (اشبيلية) أن المعتمد بن عباد وجه ابنه المعتدّ بالله إلى (شِلْب) والياً؛ وكانت

بُلْغَة شبابه؛ ومَأْلَفَ أحبابه التي عمر نجُودَها غلاما؛ ويذكر عهودها احلاما. فقال يخاطب ابا بكر بن

عمار:

ألا حَيِّ أَوْطَاني بِشِلْبٍ أبا بَكْرِ ... وَسَلْهُنَّ هل عهْدُ الوَِصال كَمَا أدري؟

وَسَلِّمْ على قصر الشَّراجيب عن فَتًى ... له أبداً شوْقٌ إلى ذلك القصر

منازلُ آسادٍ وبيضٍ نواعمٍ ... فناهيك من غِيلٍ وناهيك من خدْرِ

فَكَم ليلةٍ قد بتُّ أنعمُ جُنْحَها ... بِمُخْصِبَةِ الأردافِ مُجْدِبَةِ الخَصرِ

وبيضٍ وسُمْرٍ فاعِلاتٍ بمُهْجتي ... فعالَ الصِّفَاحِ البيضِ والأُسُلِ السُّمْرِ

وَلَيْلٍ بِسَدِّ النَّهْرِ لَهْواً قَطَعْتهُ ... بِذَاتِ سِوارٍمثل مُنْعَطَفِ النَّهرِ

نَضَتْ بُرْدَهَا عَن غُصْنِ بان مُنَعَّمٍ ... نَضِيرٍكما انشق الكِمامُ عن الزَّهرِ

وقصر (الشَّراجيب) الذي ذكر؛ كان متناهيا في الإشراق؛ مباهيا لزوراء

<<  <  ج: ص:  >  >>