السُّوقة مثلَ ما معك، فكيف معرفتك بالأخبار وأيام الناس؟ قلت: قد نظرت في شئ من ذلك. فقالت: يا جارية أحضرينا ما
عندك. فما غابت عنا شيئا، حتى قدمت إلينا مائدة لطيفة، قد جمع عليها غرائبُ الطعام السريِّ،
فقالت: إن الممالحة أوَّل الرضاع، فدونك. فتقدمت، فأقبلت أعتذر بعض الاعتذار، وهي مع ذلك
تحثني وتضع بين يديِّ، وإني لمتقسَّم القلب لِمَا أرى من ظرفها وعقلها، وحسن خفرها، وكثرة أدبها،
حتى رُفِعت المائدة، وأحضرت آنيةُ النبيذ فوضعت بين يدي صينية وقنينة وقدح ومِغْسل، وبين يديها
مثلُ ذلك، وفي وسط المجلس من صنوف الرياحين وغرائب الفواكه، مالم أره اجتمع لأحدٍ، إلا لوليِّ
عهدٍ أو سلطان، قد عُبِّئَ أحسن تعبئة، وهيءَ بأحسن تهيئة
وحكى نصر بن علي الجهضمي قال: كان رجل طفيلي يجاورنا، فكنت إذا دعيت إلى مكان، ركب
بركوبي، ومضى معي. فدعاني ذات يوم جعفربن سليمان أميرالبصرة، فركبت، وركب الطفيلي معي.
فقلت: والله، لأفضحنه اليوم. فلما حضرت المائدة، أقبلت على الطفيلي، فقلت: حدثنا ابن زياد عن
أبان بن طارق عن نافع عن ابن عمر، أن رسول الله صلى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute