للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وظننت أني على وقت، فخرجت في وقت ضيق، فحركني البول، فعدلت إلى هذا الطريق فوجدت زنبيلا معلقاً،

فحملني النبيذ أن جلست فيه فان كان خطأ، فالنبيذ حملني عليه، وإن كان صوابا فالله ألهمنيه. قالت: لا ضير، إن شاء الله. وأرجو أن تحمد عواقب أمرك. فما صناعتك؟ قلت: بزاز قالت أين: مولدك؟ قلت: بغداد، قالت: وأيِّ الناس؟

قلت: من أوساطهم. قالت: حياك، وقرت دارك. فهل رويت من الأخبار شيئا. قلت: شيئا ضعيفاً

فقالت: ذاكرنا شيئا مما حفظت. قلت: جُعِلْتُ فداك، ان للداخل دهشة، ولكن تبتدئين بشئ من ذلك،

فأتأنس بالمذاكرة. قالت: لعمري، لقد صدقت. فهل تحفظ لفلان قصيدته التي يقول فيها كذا وكذا. ثم

أنشدتني لِجماعة من الشعراء الأقدمين، والمحدثين، من أحسن أشعارهم، وأقاوليهم، وأنا مستمع أنظر

من أي أحوالها أعجب: من ضبطها، أم من حُسن لفظها، أم من حسن اقتدارها على اللفظ، والنحو،

ومعرفة وزن الشعر. ثم قالت: أرجو أن نذهب عنك بعض ما بك من الإنقباض، فقلت: أي والله، قد

كان ذلك ثم قالت: فإن: رأيت أن تنشدنا من بعض ما تحفظ فافْعَلْ قال: فاندفعتُ أُنشد لجماعة من

الشعراء، فاستحسنتْ نشيدي، وأقبلت تسألني عن أشياء تمرُّ في شعري كالمختبرة لي، وأنا أجيبها بما

أعرف في ذلك، وهي مُصْغيّة اليَّ، ومستحسنة لما آتي به، حتى إذا أتيتُ على ما فيه مَقْنَعٌ، قالت:

والله ما قصَّرت، وما توهمت فيك ما ألفيت، وما رأيت في أبناء التجار وأبناء

<<  <  ج: ص:  >  >>