للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَشُمُّها مِنْ حُبُّها ... إذَا عَلاَني جُهُدي

فَمَنْ رَأَى مِثلي فَتًى ... بِالسُّقْمِ أضْحي مُرْتَدي

ثم أطرق إلى الأرض، فقلت: ماشأنه؟. فقال لي: عشق جارية لبعض أهله، فأعطى فيها كل ما

يملك، وهو سبع مائة دينار، فأبى أهلها أن يبيعها منه، فنزل به ماترى.

ونقلت من كتاب (العقد) قال أبو زيد الأسدي:

كانت بالمدينة قَيْنَةٌ من أحسن النّاسِ وَجهاً، وأكمَلِهِمْ عقلاً، وأَفْضَلِهم أدَباً. قَرَأت القُرْآن، وَرَوَت

الأشْعَارَ، وتعَلَّمَت الإعْراب، فَوَ قَعَت عند يزيد بن عبد الملك، فَأَخَذَت بِمَجَامع قَلْبه. فقال لها ذَات

يوم: مَالَكِ قَرَابة تُحِبِّين أن أصطنعهم، وأُهدي إليهم معروفاً. قالت: يا أمير المومنين! أَمَّا قرابة، فلا،

ولكنَّ بالمدينة ثلاثة نَفَرٍ كانوا أَصْدِقاء لمولاي، وأُحِبُّ أن ينالوا من خير ما صِرْتُ إليه، فكتب إلى

عامله بالمدينة في إِشخاصِهم، وأن يُعْطِيَ كلَّ واحد منهم عشرة آلاف درهم ففعل ذلك. فلمَّا وصلوا

إلى باب يزيد، استُؤْذِن لهم عَلَيْه، فَأَذِنَ لهم، فدَخَلُوا فَأَكْرَمَهُمْ، وسأَلهُم عَنْ حوائجهم فأمَّا الإثنان، فذكرا

حوائجهما، وأمَّا الثالثُ فسأله عن حَاجَتِه. فقال: يا أمير المومنين! مَالِي

<<  <  ج: ص:  >  >>