للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: عِرْضُه: حَسَبُه. وقيل عِرْضُه: ناحِيَتُه التي يصونها عن المكروه والنسب كأنها ترجع إلى قَدْره، وأصله.

واختار الرماني هذا القول، وقال: هو

أحسن الأقوال كأنك إذا قلت: عِرْضُه، فإنما قلت: الجهة التي يُمْدَحُ منها أو يُذم. فقد تكون حَسَبَه، وقد

تكون دينه، وقد تكون أفعاله.

وقولهم: عرْضُ الرجل رائِحَتُه الطَّيبة، أي الناحية التي أتَتْ بهذه الريح. وهذا الباب متسع، وفيه

اشتراك.

وقوله:

فَمَنْ يهجو رسول الله منكم ... ويمدحه وينصره سَوَاءُ

جاء على حذف (مَنْ). كأنه قال: مَنْ يهجوه ومَنْ يمْدحه. ومثله في القرآن العظيم قوله سبحانه (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا)

أي: والذين ظلموا، لأنّ الوعيد مُسْتَحقٌّ على الكُفْر وعلى الظُّلْم، وقوله:

وعند الله في ذَاكَ الجَزَاء

أي على ذلك؛ لأنك تقول: جازيْتُه على كذا، ولا تقول جازيته في كذا.

والكلام في معاني هذه الأشعار يخرجنا عمَّا قصدناه، ويؤُول بنا إلى غيرما أردناه.

رجع

وخرَّج أبو عيسى في (جامعه)

<<  <  ج: ص:  >  >>