للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بَعَثْتُكَ مرتاداً فَفُزْتَ بنظرة ... وأغفلتَني حتى أسأتُ بكَ الظَّنَّا

ونَاجيتَ مَن أهوى وأنت مقرّب ... فيا ليتَ شِعْري عَنْ دنوك مَا أَغْنَى

ونزهت عيناً في محاسن وجهها ... وَمَتَّعت باستظراف نغمتها أُذْنا

أرى أثراً منها بعينك لم يكُنْ ... لقد سَرَقَتْ عيناك من عينها حُسْنَا

ثم إن المأمون أقبل مسترخيا لها؛ فسلَّم عليها فلم ترد عليه، وكلمها فلم تجبه، فأنشأ يقول:

أَجيبي ليس يُوجعُكِ الكلامُ ... ولا يُؤْذي محاسنَك السَّلامُ

أنا المامون والملِك الهُمام ... ولكني بحُبّكِ مُسْتَهَامُ

يَخف عليكِ ألاَّ تقتليني ... فيبقَى الناسُ ليس لَهُمْ إِمام

وحكى أبو نواس، قال: وقع بين الرشيد، وجارية له، هجر فاعتراها صلف الحسن. واعترى هارون

تيه الخلافة، والأمر والنهي، ونخوة السلطان. فلا هي تبدأه بالكلام، ولا هو يبدأها. فوقع هارون من

سببها في أمر عظيم. فدعا بدعبل الخزاعي الشاعر، فقص عليه الخبر، فقال: أنا أردّها عليك، يا

<<  <  ج: ص:  >  >>