قال: وسليمان بن يسار أخا عطاء. اتفق له مثل ما اتفق لابن القاسم رحمة الله عليهما.
وحكى أن أعرابيا عًَشِقَ جارية، ذات حسن وجمال، واشتدّ بها كَلَفُه. فقيل له: ما كنت تصنع بفلانة،
لو ظَفِرْت بها في مكان لا يراكما أحد؟ فقال: كنت، والله، أفعل ما أفعله، بحضور أهلها؛ شكوى
وحديث عذب، واجتناب ما يُسْخِط الرّب. ورحم الله أبا عبد الله نفطويه في قوله:
ليس الظَّريفُ بِكامِل في ظرفه ... حتّى يكُونَ عن الحَرامِ عَفيفَا
فإذا تَعفَّف عن مَحَارمِ ربّه ... فَهُناك يُدْعَى في الأَنَامِ ظَريفَا
وقال أيضا:
وَكمْ ظَفِرْتُ بمن أَهْوى فَيَمْنَعُنِي ... منه الحياءُ وخوفُ الله والحَذَرُ
وكَمْ خَلَوْتُ بِهِ يوماَ فَيَقْنَعُنِي ... منه الفكاهةُ والتّقْبيلُ والنظرُ
أَهْوَى المِلاَحَ وأهْوَى أَنْ أُجالِسَهُمْ ... ولَيْسَ لي في حَرَامٍ مِنْهُمُ وَطَرُ
كذلك الحُبُّ لا إِتْيَانُ فَاحشةٍ ... لا خَيْرَ في لذّةٍ من بعدها سقَر
قوله (من بعدها سقر). يعني النار أَعَاذَنا اللهُ مِنْها. وسُمِّيت سَقَر، لشدة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute