للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

عليكم أبا حاتمٍ إنه ... له بالقراءةِ عِلْمٌ جَلَلْ

فإن تَفْقدوه فلن تُدركوا ... لَهُ مَا حَيِيتُم بعلمٍ بَدَلْ

فبكى أبو حاتم سروراً بما قال. وفيه يقول أبو عمر والبصري:

إلى مَنْ تَفْزَعُونَ إذا فُجِعْتُم ... بسهلٍ بعده في كل بابِ

وَمَنْ ترضونه منْ بعد سهلٍ ... إذا أودَى وَغُيِّب في التُّرابِ

وقال مروان بن عبد الملك: سمعت الرياشي، ونحن على قبر أبي حاتم نَتَرحّمُ عليه، وهو يقول:

ذَهَبَ معه بعلم كبير فقال له بمحضر أصحابه: كتبه. فقال العباس: الكتب تودي ما فيها ولكن صدره.

ومع عِلْمِه الفائق، وفِعْلِه الجميل، كان يميلُ إلى أبي العباس محمد بن يزيد المبرد. إذْ كان يَلْزَمُ

حلقته، وهو غلام. وكان أبو العباس وسيماً جميلا، وفيه يقول أبو حاتم، وقد اشتد به هيامه:

ماذا لقيتُ اليومَ منْ ... متمجِّن خنثِ الكَلاَمْ

وَقَفَ الجمالُ بخده ... فَسَمتْ لَهُ حَدَقُ الأنامْ

حَرَكاتُهٌ وسُكُونُهُ ... نَجْني بها ثَمر الأثامْ

وإذا خَلَوْتُ بمثلهِ ... وعزمتُ فيه على اعتزامْ

لم أَعد أَفْعَالَ العَفَا ... فِ وذاكَ وَكْدٌ للغرامْ

نفسي فِداؤك يا أبا العب ... اس حلَّ بكَ اعتصامْ

<<  <  ج: ص:  >  >>