للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

ووَشى القطرُ جانبيه فباهَى ... بأزاهِيره نجومَ السَّماءِ

وانْثَنى مِعْطَفُ القضيبِ اخْتِيَالاً ... لغناءِ الحَمامةِ الورْقاءِ

وتراءَى أبو الوليد فخرَّتْ ... لِسَنَاهُ كواكبُ الجوزاءِ

ورَقَى رتبةَ الوزارَةِ حتَّى ... حلَّ تاجاً بِمَفْرِقِ الوزراء

فهنيئا لك الجزيرةُ ماذا ... حُزْت منه من السَّنا والسَّنَاءِ

فاحفظيه من الحوادث حتَّى ... تنجلي بيننا وجوهُ اللقاء

وقال أيضا يخاطب الفقيه القاضي ابن أخيل:

سائِلْ بغُرته الهلالَ المُقْمِرَا ... أَشَذىً تفاوحَ عَرْفُه أم عنْبَرَا

وسَلِ البَرَاعةَ في أنامِلِ كَفِّهِ ... شذْراً يصوغُ بطِرسه أم جَوْهَرَا

أم حالتِ القِرطاسُ كافوراً بها ... فسرَتْ تَمُجُّ عليه مسكا أذْفَرَا

أم صدْرُ غانيةٍ تمزَّقَ جيبُها ... فغَدَتْ تحوكُ الوَشْيَ فيه مُصَوَّرا

ولعلَّها رأتِ الوشيجَ لدى الوَغَى ... فحكتْ لراحته الوشيجَ الأسْمَرا

يامَنْ تََخَيَّلَ من كتابة أخْيَلٍ ... ... تَدَرْهَمَ نوره وتَدَنَّرَا

هلاَّ حسبت به السماء صحيفةً ... والليلَ حِبْراً والكواكبَ أسْطُرَا

قاضٍ أتى والحقُّ غُصْنٌ ذابِلٌ ... فسقاه ماء العدْلِ حتَى أثْمَرا

<<  <  ج: ص:  >  >>