وقد أرجت منهم وطاب نَسيمها ... كأنَّ فتيق المسك عنهم تَضوَّعا
وقدْ كانَ هذا القَطْرُ أزْهَرَ مبْهَجاً ... ترى الزَّهْر في بَطْحائه متضلعا
فعادَ ذراهُ مُوحشاً بعدَ أُنْسِهِ ... وأَصْبَحَ منْهُمْ خاليَ الرَّبْع بلْقعَا
أطافَ بِهِمْ صرْف الزّمانِ فوَدَّعُوا ... فلا مجْدَ إلاَّ قدْ تَوَلَّى وودَّعا
بكيتُ لهم حتَّى القيامة حسرةً ... وحُقَّ لعيْني أنْ تفيضَ وتَهْمَعا
وقد كمل هذا الغرض في الجزء الثاني من هذا الكتاب ويا بعد ما بينه وبين قول أبي تمام ذي
الاصابة والصواب، في قصيدته الثائية التي ذم في آخرها المنازل المالكية، حيث يقول:
والمالكيةُ لم تكُنْ لي منزلاً ... فمقابِر اللَّذاتِ منْ قُبْراثَا
لمْ آتِها منْ أيِّ وجه جِئتُها ... إلاَّ حَسِبْتُ بُيُوتَها أجْداثا
بَلَدُ الفلاحةِ لو أتاها جرْوَلٌ ... أعني الحطيئة لاغْتدى حرَّاثا
تصدَى لها الأذهان بعد صقالها ... وتَرُد ذكْرَانَ العُقُول إناثا
أرضٌ خلعْتُ اللهو خَلْعي خاتَمي ... فيما وطلَّقْتُ السُّرُورَ ثلاثا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute