للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: علي ذلك إلى ما صرت إليه. فقالت:

إلى نعيمٍ وخيرٍ لا زوال له ... في جنة الخُلْد مُلكٌ ليس بالفاني

ثم قال لها أذكريني فإنِّي لست أنساك. ثم قالت: لا والله ما أنْساكَ، ولقد سألتُ الله تعالى قُرْبكَ،

فأَعِنِّي على ذلك بالإجْتهاد ثم ولَّتْ عنه. فقال لها: مَتى أراك؟ فقالت له سآتيكَ عن قريب إن شاء الله.

فلمْ يعِشْ الفتى بعد ذلك إلاَّ سبعة أيام ومات يرحمه الله.

قال: ورأيت في كتاب (الأغاني) عن ابراهيم بن عثمان العُذْري، قال: رأيت عمر بن ميسرة، وهو

كهيئة الخيال لا يكلم أحداً. وكان أهله يرون أنه عاشق، فيسألونه عن علته، فيبكي ويقول:

يُسائلُني ذُو اللُّبِّ عنْ أصْل عِلَّتي ... وما أنا بالمُبْدي إلى النَّاس علَّتي

سأكْتُمُها صَبْراً على حرِّ جَمْرِها ... وأسترها إذ كان في السَّتْرِ راحتي

إذا كنتُ قدْ أبْصَرْتُ موضع عِلَّتي ... وكان هَوانيفي مواضِعِ لذتي

صبرتُ على ما بي احتسابا ورغبةً ... ولم أكُ أُحْدُوثاتِ أهلي وَخُلَّتِي

قال: فما ظَهر فحوى أمره، ولا عَلِم أحدٌ بقصته حتى حضره الموت. فقال: إنَّ التي كان بي من

أجْلِها هذا الألمِ، هي فلانة ابنة عمي. والله ما حجَبَني عنها

<<  <  ج: ص:  >  >>