للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشأ يقول:

أمَّا الحرام فلستُ أركب محرما ... وطِلابُ مِثلك في الحلال شديدُ

إنَّ امرءاً أمسيت مِلك يمينه ... يقْضي عليك بحكمه لَسَعِيدُ

قال: فلما تفرقا من مكانهما، مشي اليه مولاها، وقال له: اني قد وهبت لك فلانة. وسأله عن خبرهما.

فقال له: ما كان بيننا يعلم الله. ألا ما قال الشاعر:

لا والذي تسجد الجِبالُ لهُ ... مَالِي بما تحت ثوبِها خَبَرُ

ولا بِفيها ولا هَمَمْتُ بها ... ما كانَ إلاّ الحديثُ والنظرُ

قال: وأحبَّ رجل امرأة، فأفرط في حبها، فلقيها في بعض الأيام. فأعلمها يذلك، فأخبرته أنَّها تجد بِهِ

أكثر ممَّا يَجدُ بِها. ثمَّ الْتقيا بعد مدّة، فلم يكن بينهما الا ما أحلَّ الله. ثم بقيا على تلك الحال مُدَّةً طويلة،

الى أنْ ماتت المرأة منْ شِدَّة حُبِّ ذلك الفتى. فكان يجيئ إلى قبرها ويُصلِّي عليه. فجاء ذات يوم،

وصلى وَقَعَدَ متفكرا، فغَلَبَتْهُ عيناه وهو قاعدٌ عند القبر، فرآها في منامه. فقال لها؛ كيفَ أنت؟ وما

لَقِيتِ بعد الموت. فقالت: لَقيتُ خيراً وأنشأتْ تقول:

نِعْمَ المحبة يا حَبِّي ونعم هوىً ... حبّ يقود إلى خيرٍ وإحسانِ

<<  <  ج: ص:  >  >>