للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وذكر المدائني أن رجلا أحب جارية، فطلب منها قبلة، فأبت عليه، فأنشدها:

سألتُ عَطا المكيَّ هل في تَعانُقٍ ... وقبلةِ مُشتاقِ الفؤادِ جُناحُ

فقال: معاذَ الله أنْ يُذهب التُّقى ... لتخليص أكبادٍ بِهِنَّ جِراحُ

فقالت الجارية: أنت سمعت عطاء. يقول هذا. وسألته عنه فاجابك بهذا. فقال: نعم، فأباحت له ما

طلب. وقالت له: اياك أن تتعدى ما أمرك به عطاء.

قوله: (مَعَاذَ الله)؛ أي أعوذ به معاذاً. والمعاذُ: المَلْجَأُ؛ لأن معنى: أَعُوذُ بِاللَّهِ: أَلْجَأُ إلى الله، وأستعينه

وأستجير به. ومَعَاذ الله منصوب على المصدر، كأنه وضع موضع عوْذاً وعِياذاً وعطاء المكي، هو

عطاء بن أبي رباح يكنى أبا محمد، وكان أسود أعور أفطس، أشل أعرج، ثم عمى يعد ذلك. وكان

أبوه أسود، وأمه سوداء. اسمها بركة. واسم أبي رباح أَسْلَم مولى آل ابن خثيم القرشي الفهري. قاله

البخاري وكان عطاء فصيح اللسان إذا تكلم، يستمع له ويقبل قوله.

وقال اسماعيل بن مسلم: كان عطاء يطيل الصمت؛ فإذا تكلم يخيل الينا أنه يؤيد. وكان من القراء.

سمع ابن عباس، وأبا هريرة، وأبا سعيد، وابن عمر وجابر بن عبد الله. وروى عنه عمرو بن دينار،

وقيس بن

<<  <  ج: ص:  >  >>