للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

لأن الناظر إلى الشمس يدْلِكُ عينه لشدة شعاعها، ومن قال هو الغروب، فإنه يدْلِكُ

عينه لِيَتَبَيَّنَها. والشاهد أن الدُّلوكَ الزَّوالُ، قول النبي صلى الله عليه وسلم "أتاني جبريل عليه السلام

لِدُلُوك الشَّمْس حين زالت فصَلَّى بي الظهر" فهذا موافق لقول ابن عباس ومجاهد وغيرهما ومقوله.

والاختيار الطبري.

وإذا كان الدُّلوك الزوال، فالمراد به في الآية صلاة الظهر والعصر. قال الشاعر:

بادَرَ قبل الدُّلُوكِ يتْبَعهُ ... وَسْنَانُ يمشي كمشية النَّزِفِ

فهذا يحتمل القولين جميعاً.

وسمِّى الله سبحانه صلاة الفجر (قرآناً) لأن الصلاة لا تَتِمُّ ولا تكْتَمل إلا بالقراءة؛ لأنها ركن من

أركانها، وجزءٌ من أجزائها.

وفي حديث أبي هريرة قال الله تعالى: "قَسَمْتُ الصلاةَ بيني وبين عبدي نصفين". الحديث، أي

القراءة. فسمى القراءة صلاة. ووجْهُ القسمة فيما ذكر العلماء، أنَّ نِصْف سورة الحمد عبادة وثناء،

ونِصْفُها مسألةٌ ودعاءٌ وطَلَب. ولم يُرد به التقسيط في آي السُّور، وحُروفِها وتَجْزِئتِ

ها على السواء. فحقيقة القِسْمَة بالمعنى لا باللفظ. ودليل على أنه أراد قسمة المعاني دون الألفاظ.

<<  <  ج: ص:  >  >>