للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

يُقْطَعُ ويُحدُّ في رأسه ويُعَلَّمُ بِعلامةٍ

فهو قَلَمٌ، ولذلك قيل للسِّهام أقلامٌ.

قال تعالى (وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ) وكانت سِهَاماً مكتوبة فيها أسماؤُهم. وقيل هي في هذه الآية الأقلامُ التي يكتبون بها

التوراة. وإَلْقَاؤُهم الأقلامَ كان حين تنازعوا في كفالتها رغْبَة لِفَضْلها.

فالقلم أيضا السهم الذي يحال بين القوم. كلُّ إنْسانٍ وقَلَمُه. وهو القِدْحُ.

والقَلْم قَصُّ الظُّفْر، يُقال قَلَّمَه تَقْليماً، ومقالمُ الرُّمح كُعُوبُه، ويقال للقلم: المِزْبَرُ بالزاي، والمِذْبَرُ

بالذال. سُمِّي بذلك لأنه يُزْبَرُ به ويُذْبر: أي يَكْتُبُ. وقد فرَّق بعض اللغويين بين زَبَرْتُ وذَبَرْتُ.

فقال: زَبَرْتُ بالزاي أي كتبتُ، وذَبَرْتُ بالذال أي قرأتُ. ويقال للذي يُقْلَمُ به مَقْلَمٌ وللذي يُبْرى به

مبرى ومِبْراة، وقد بَرَيْتُه أبْريه بَرْياً. ويقال لما يَسْقُطُ من التَّقْليم القلُامَة، وهي القُلُومَة من طَرَفِه، ولما

يَسْقُطُ عن البَرْي البُرَاَيةُ.

ويقال لعُقْدَة الكُعُوب، واحدها: كَعْبٌ. ويقال لما بين عُقْدة الأنابيب واحدها: أنبوبٌ والأنابيبُ،

والكعوبُ تُسْتَعْمل أيضا في الرِّماِح، وفي كل عُودٍ فيه عَقْدٌ. وَلِيطُ القلم لَوْنُهُ، فإن قَشَّرْتَ منه قِشرة

قُلْتَ: تَلَيَّطْتُ من القلم لِيطَهُ، ويقال لطرفيه اللذين يُكْتَبُ بهما السِّنان، واحدُهما: سنّ والشّعيرتان

واحدتهما شَعِيرهٌ.

وقيل لأعرابي: ما القلمُ؟ فَفَكَّرَ ساعة، وجعل يُقَلِّب يديه، وينظُرُ إلى أصابعه ثم قال: لا أدري؟ فقيل

له: تَوَهَّمْه في نَفْسك. فقال: هو عودٌ قُلِمَ من جوانبه كتَقْليم الأظْفور.

وجَمْعُ القلم أقلامٌ كقولك في جمع جَبَل أَجْبَال وجِبَال. وإذا قُطِّع طَرَفُ القلم

<<  <  ج: ص:  >  >>