وهُيىء للكتابة بعد البَرْي قيل فيه: قَطَطْتُه أَقُطُّه قَطّا. والمَقَطُّ بفتح الميم ما قُطَّ من رأسه، ويقال: قَضَمْتُه أَقْضِمُه قَضماً. قال فيه
المقنع الكندي:
يَحْفَى فَيُقْضَمُ من شعيرةِ أَنْفِه ... كقُلامة الأَظْفُور في تَقْلامِه.
فإن انكسرت سِنُّه قيل قَضِمَ يَقْضَمُ قََضَماً على مثل حَذِرَ يحْذَرُ حَذَراً، فإن جَعلت سِنَّه الواحدة أطول
من الأخرى عند قَطِّه، قُلْتَ حرَّفْتُه تَحْريفاً، وقلم مُحَرَّفٌ، فإن جعلت سِنَّيْه مُسْتَوِيَتَيْن
قُلْتَ: قَلَمٌ مَبْسُوطٌ، فإن سُمِع له صوتٌ عند الكتابة فذلك الصَّريفُ والصَّريرُ، فإذا كثر المِدَادُ في
رأسه حتى يقطر قيل: رَعَفَ القلم يَرْعَفُ رِعَافاً، شُبُِّه برِعاف الأَنْف، ومَجَّ يَمُجُّ مَجّاً، وأرْعَفَه الكاتب
إرْعافاً وأمَجَّه إمجاجاً. ويقال للكاتب: اسْتَمْدِدْ ولا تُرْعِفْ ولا تُمْجِج ولا تمُجَّ. أي لا تُكْثر من المداد
حتى يقطُر.
قال أبو إسحاق:
ومن المنظوم البديع التَّهذيب، الرائق التذهيب، الصادر عن الطَّبع الذكي، المُؤيَّد بالأدب الوضي،
الرفيع الدُّرَرِ، الواضح الغُرَر، الذي فاق كل وَصْفٍ، واحتوى على كل رِقَّةٍ ولُطْف، واطَّرد ماءُ
الفَصَاحة على حواشيه، ولاحَ نورُ البلاغَة على ألفاظه ومعانيه في صفة الأقلام والكُتَّاب، الآخذين
مجامع الإتقان والصواب، قولُ ابن المعتز:
قلمٌ ما أراهُ أمْ فَلَكٌ يَجْ ... ري بما شاء قاسمٌ وَيسيرُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute