للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان أنس بن مالك يسكن بقصره خارج البصرة، وكان ربما شهد الجمعة وربما لم يشهدها. وقد نص أحمد على كراهة المقام بقرية لا يقام فيها الجمعة وإن أقيمت فيها الجماعة. وقد يحمل ذلك على من كان بمصر جامع يجمع فيه، ثم تركه وأقام بمكان لا جمعة فيه. وفي كلامه إيماء إليه - أيضا. وقد يحمل كلامه على كراهة التنزيه دون التحريم. فأما المقام بقرية لا جمعة فيها ولا جماعة فمكروه.

وقد قال أبو الدرداء لمعدان بن أبي طلحة: أين ينزل؟ فقال: بقرية دون حمص، فقال له: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا يؤذن ولا يقام فيهم الصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان، فعليك بالجماعة؛ فإن الذئب يأكل القاصية ". خرجه النسائي (١) . وغيره وخرجه أحمد وأبو داود مختصرا (٢) . وفي رواية لأحمد: " فعليك بالمدائن ويحك يا معدان " (٣) . وفي " المسند " - أيضا -، عن معاذ، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " إن الشيطان


(١) في " المجتبى " (٢ / ١٠٦ - ١٠٧) .
(٢) أحمد (٥/ ١٩٦) ، (٦/ ٤٤٦) وابو داود (٥٤٧) .
(٣) " المسند " (٦ / ٤٤٥ - ٤٤٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>