للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي رواية أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سئل عنهم فقال: " هم العريب " (١) . وهذا وقع في زمن بني أمية حيث كانوا يستعملون الأعراب الحفاة على الناس ويستعينون بهم على أعمالهم، ثم لما انتقل الملك عن العرب إلى غيرهم انتقل إلى من كان ببلاده كذلك. وفي هذا إشاره إلى أن من أشراط الساعة فساد ولاة الأمور بجهلهم وجفائهم، ويشهد لهذا: الحديث الآخر: " إذا وكل الأمر على غير أهله فانتظر الساعة " (٢) . والتطاول في البنيان من أشراط الساعة – أيضا.

وقد خرج البخاري (٣) . ومسلم من رواية أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " لا تقوم الساعة حتى يتطاول الناس في البنيان "، وقد كان بناء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للمساجد والبيوت قصيرا.

وقد روي عن الحسن قال: لما بنى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المسجد قال: " ابنوه عريشا كعريش موسى " قيل للحسين: وما عريش موسى؟ قال: إذا رفع يده بلغ العريش – يعني السقف (٤) . وعن الحسن قال: كنت أدخل بيوت أزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في خلافة عثمان


(١) أخرجه محمد بن نصر في " تعظيم قدر الصلاة " (١ / ٣٧٥) . وعنده: " العرب " بدلا من " العريب "
(٢) أخرجه البخاري (فتح: ٥٩، ٦٤٩٦) من حديث أبي هريرة. .
(٣) (فتح: ٧١٢١) ، وليس عند مسلم، لذلك أشار إليه في " جامع العلوم والحكم " (١ / ١٢١) – طبعتنا - أنه في البخاري فقط. .
(٤) أخرجه البيهقي في " دلائل النبوة " (٢ / ٥٤١، ٥٤٢) ، ومن طريقه ابن كثير في " البداية " (٣ / ٢١٥) ، وقال: " هذا مرسل ".

<<  <  ج: ص:  >  >>