للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

واضحة ومظبوطة حول مشكلات المجتمع الإسلامي. ولإدراك معنى هذا الفعل، يجب إسقاطه على المستوى الإداري. في ذلك اليوم، كان باستطاعة ماسينيون أن يفهم جيدا أن يتصرف معي ومع بن ساعي، كيفما يحلو له دون أن يحرك الوسط الإسلامي ساكنا مطلقا. وقد أدركت المسألة في حينها وفهمت أننا كنا في نظر ماسينيون معزولين ومكشوفين دون أدنى حماية. وقلت ذلك لابن ساعي وكنا نذكر بعضنا بهذه الحقيقة ونحن نردد الحديث النبوي المشهور: (بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا، فطوبى للغرباء).

غير أن ماسينيون كان مبتهجا ومرتاحا - وأنا أتفهم شعوره! -وهو يرى موظفا مكلفا بتسيير الضمير المسلم بباريس عوض أن يتولى الأمر دعاة مسلمون تكونوا في المدرسة الديكارتية.

وأريد أن أسجل هنا انطباعاتي حول معرض باريس الذي نظم سنة ١٩٣٦ حيث زرته رفقة بواعنيني. فمشهد معرض باريسي هو في الغالب. مفيد جدا لمسلم سكنته أفكارنا. فقد رأينا جناحا يديره يهودي كان يحاول إخفاء هويته وكان يقدم الآلية التي تحرك عجلة ماكينة وعجلة ... التاريخ. وبجانبه كان مسلم - مشرقي أو مغربي -يقدم سجادة وثيرة وعطور مثيرة. الأول كان يركز على كل ما يخلق القوة والثاني يدعو إلى الراحة والدعة ... لم أر مطلقا هذا المشهد براحة ومن غير أن أكترث.