فقد قال فيما أذكر، أنه كان يقصد رد الفعل الذي يثبت أن ضمير الأمة حي بجوهرها (الإسلام) الذي لا يموت أبدا حتى ولو مات بعض المنتسبين جغرافيا إليه (من جاكرتا إلى طنجة). وإن الحديث عن الأوراق المريضة (الصفراء أو الحمراء) لا يعني بالضرورة مرض أو موت الشجرة الخضراء (!!)
هذا هو فحوى ما قاله في إحدى ندواته الخاصة في بيته، والكثير من الحضور ما زالوا أحياء يرزقون، ويشهدون (...). وسيتأكد القارئ النبيه بنفسه من هذا القصد الذي شرحه الكاتب لمقولته في الكتاب، وهو يعني بها فئة ضالة مضلة من (أهالي المستعمرات)، الذين ينطبق عليهم قول الله تعالى عن فرعون وقومه:{وأضل فوعون قومه وما هدى}(طه / ٧٩) و {فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين}(الزخرف / ٥٤):
هاتان النقطتان هما اللتان أردت أن أضيفهما في هذا التقديم الذي أتشرف بكتابته نزولا عند رغبة المترجم والناشر، وأهنئ كليهما على هذا الإنجاز العظيم للأمة، وعلى الترجمة التي كانت في مستوى قمة المؤلف ومحتوى الكتاب، وعلى صدوره الذي تزامن مع (تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية لسنة ٢٠٠٧)، والثقافة هي الهوية، والهوية هي الوجود الحقيقي للأمم والشعوب بثوابتها الأبدية عبر الحدود!!