للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

موضوع زيارتي، رأيت فجأة وميضا، لم أعهده من قبل، يتلألأ من عينه. ثم خاطبني بكل برودة، وهو لا يزال واقفا لينبهني إلى أن الدقائق ثمينة: - السيد بن نبي، لم يظلمك أحد في هذه المدرسة، أليس كذلك؟ كان لهذه العبارة التي تلفظ بها رجل يكن لي دوما الاحترام أثر الماء البارد أو الصعقة الكهربائية. فأدركت أن تأثير ماسينيون وصل المدرسة عن طريق التعبد والتضرع. حييته بإيماء وقلت قبل أن أغادر: - استسمحكم السيد المدير.

يجب تصور الآثار المتعددة لهذا اللقاء القصير على ضميري. لم أكن أتصور مطلقا أن (رجلا قديسا) يقبل بالتآمر على طالب وهو يتذرع بمسوغ (العدالة). وظهرت لي بشاعة القضية. ويا لها من بشاعة! فقد كنت ذاكرة دفعتي في العديد من المواد. فكمان زملائي يطلبون مني حلولا لمسألة أو شرحا لنظرية من النظريات.

زد على ذلك أن أحد زملائي من الهند الصينية أصابته الدهشة بعد النتائج وحدث في الموضوع بويعناني كما روى لي هذا الأخير: - أنا أبعد من أن يكون لي تكوين بن نبي ولن أحصل على الشهادة السنة القادمة. والحال هذه، فإني أنوي تسجيل نفسي في مدرسة أخرى لأتم دراستي.

لم يفهم هذا المواطن الهند الصيني أن المقاسات والمعايير التي خضعت لها كانت استثنائية ولم تستهدف في شخصي مجرد فرد مستعمر من الأهالي، بل قضية أخرى أكثر دقة. فقد كان المعنى هو ضرورة توقيف نفسي وضمير وذكاء في الحال.