للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

شارة التحول المصيري أو بعبارة أصح التحول التام للأمور، كان بن جلول وفرحات عباس يرعيان زردة المعمرين وهي الزردة التي في خضمها، كما قلته في (شروط النهضة): (مسكت النخبة الجزائرية المبخرة التي أحرقت فيها الجزائر ما بقي لها من جاوي)، دون أن يرى أحد من الأهالي من كلامي سوى جملة ساحرة، اللهم إلا المعنيين طبعا والذين فاجأتهم ذاكرتي.

هذا هو حال البلاد في ١٩٣٧. وكان الذين لاحظوا ثورتي في تبسة يتهامسون:

- إنه مبعوث موسولوني أو هتلر.

عندما كنت ألعن بن جلول قائد آخر زردة جزائرية، كان الشيخ العربي التبسي يقول لمن حوله وبخاصة لصديقي خالدي: - إن بن نبي غير مدرك أن بن جلول (فريد) وإذا حطمناه، فلن يكون هناك من يقدم (مطالبنا).

كانت تلزمني الشجاعة الضرورية لأكشف للعالم نفاقه. لأني كنت بالفعل قد اكتشفت لعبته.

كان القلق المميت يحدوه إذ يعتقد أنه إذا أطاحت مجموعتنا بالصنم الجزائري، فالخوف هو أن نطالب بالإصلاح دون شيوخه. فالقضية تتلخص في ذهنه الفظ في مشكلة التصدر والبروز. كان هذا هو ضمير (عالم) من الجمعية سنة ١٩٣٧. كنت أعرف ذلك وأقوله لخالدي دون أن تكون لي جرأة الجهر به أمام الملأ. حتى إذا حاولت أن أفهم الأمر لوالدي، الرجل الطيب النزيه، فكان يجيبني: