- عندما تدرك ما يعلمه الشيخ العربي وبن جلول، يحق لك حينها أن تتكلم.
فأفهم أن العقلية الأهلية والقابلية للاستعمار هما دوما أفضل وسائل الإدارة الاستعمارية ضدي وضد أي أحد يسوقه سوء حظه ليطلع على اللعبة بوضوح. فمنذ تلك الفترة، لم يعد (البوليتيك) الجزائري، ومن ضمنه الحركة الإصلاحية (رغم حسن نية ابن باديس) إلا لعبة في متناول الإدارة التي كانت تمسك بكل الخيوط. تأملوا! بن جامع سكرتير الفيدرالية وبن جلول رئيسها. ولم يكن (العلماء) إلا أنصارا لهذه النخبة الرائعة. ولم يكل الشيخ العربي ولم يمل من تحذير الناس مني وتأليبهم ضدي:
- نحن نفتقر إلى رجال لاستخلاف بن جلول.
وطالما ألححت وأنا ألجأ إلى لغة علم الكلام وهي اللغة الوحيدة التي يمكن أن يفهمها (عالم)، فأقول:
- بما أنكم تتمسكون بهذا الرجل الذي يبدو لكم (وحيدا) فلماذا لا تعبدون إبليس فهو أيضا وحيد.
كان الشيخ العربي ينتفض غيظا عندما أطرح عليه هذا السؤال، السؤال الوحيد الذي يزعزع عقلية طالب الكتاتيب في الجزائر. لأنه عندما يؤكد عدم وجود رجل لتعويض بن جلول، فإنه لا يدرك أنه يخدم بالضبط أهداف الإدارة الاستعمارية التي تتوفر من جانبها على خبراء يعرفون تقييم الرجل من نظرة واحدة , وبالطبع فليس ثمة مصادفة أن يبدأ التجار اليهود بتسمية قماشهم باسم (البطل القومي رقم واحد) وأن تقوم الغانيات في الأحياء السافلة بالغناء لتمجيده والحديث عن مآثره. إلا أن الشيخ العربي