كان يسايره بنشاط وحبور في هذا الصراط، وحذا حذو (الرجل الفريد) الذي رعى آخر زردة وإحياء الخرافة الشعبية والمرابطية في شكل انتخابي. فالشعب الذي تم إقناعه بعد جهود مضنية بأن الولي لا ينفعه ولا يمكن أن يخفف من معاناته وحظه البائس، والشعب الذي تخلص بالكاد من أحبولة الزوايا عاود السقوط في شرك إداري آخر، هو شرك المنتخب القادر على كل شيء، وشرك ورقة التصويت التي تحدث المعجزات.
غير أن العلماء سقطوا هذه المرة في المصيدة. وكان الشيخ العربي يردد دون كلل أو ملل: - ولكن ليس هناك من يعوض بن جلول. والهوس بـ (الرجل الأوحد) فكرة مشتركة لدى (العلماء) الجزائريين. وقد يوحي الأمر بأن في تكوينهم المشترك في الأزهر أو الزيتونة عاهة أصلية. فسنوات بعدها، وبعد أن استولى الإبراهيمي على إرث الشيخ الجليل ابن باديس، أشاع حوله بأن ليس هناك أي إنسان يمكن أن يخلفه إذا قدر وتوفي. أه! كم ستبتهج الإدارة الاستعمارية وتزدهي، وعلى رأسها ماسينيون، بوجود هؤلاء المتحمسين لإقناع الشعب الجزائري بأنه عقيم وبأنه لا يمكن أن يلد رجالا.
وللفرار من هذا الجو الشبيه بسوق السلع الرخيصة الذي تعيشه الحياة العامة الجزائرية منذ ١٩٣٦، يجب أن يكون عندي برج عاجي أو نشاط شخصي.
حاولت أن أثير انتباه بعض التبسيين الأغنياء لمشاريع صناعية. فبعد أن تخليت عن فكرة محطة كهربائية بقوة مئة حصان بأفلو في