الجنوب الوهراني الذي أعددت بشأنه مشروعا وحسبت تكلفته وهو مشروع كان سيعطي نتائج جيدة لو تحقق، أردت أن أبني بتبسة مصنعا لورق الحلفة.
أحد أبناء عمومتي وعدني بكل صدق بمساعدة مالية. غير أن الإدارة كانت ساهرة فقد أدركت أن كل ما أتفوه به أو أقوله كان يهمها كثيرا. فبالفعل، فبعد أيام من البحث في مشروعي مع شركاء محتملين، تحدث السيد باتيستيني، المتصرف الإداري في تبسة والطالب السابق لدى ماسينيون بالصدفة مع ابن عمي حول مادة الحلفة ... وتمكن تلميذ ماسينيون (الذي قال في أحد أيام سنة ١٩٣٦ (نريد دفن القرآن، ولن نسمح للآخرين بإحيائه) من إقناع قريبي بأن صناعة الورق من تحويل الحلفة غير ممكنة إلا في انجلترا حيث يوجد ماء (خاص)، كما قال. وقد اقتنع (الاندجين) الطيب المتمثل في ابن عمي، بهذا الزعم.
فكرت في مشاريع أخرى، كمشروع مصنع إسمنت أو مدبغة ولكنها عرفت نفس المآل. فأدركت أن الأهالي لم يكونوا من عجين فيه خميرة اصطناعية. عقدت العزم أن أضع بداية هذه الخميرة في هذا العجين ... نسيت أن ألاحظ أني وجهت طلبا في سنة ١٩٣٦ لمساعد كاتب الدولة للتعليم التقني ملتمسا الحصول على معلومات لإنشاء مدرسة تقنية إعدادية بقسنطينة. كانت نيتي هي تحقيق هدفين، ضمان قوت يومي ونشر الروح التقنية والصناعية في وسط الشباب الذين سأتكفل بإعدادهم. غير أني في هذه الحال أيضا قد