للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

وكان تلاميذي، الذين سيصبحون لاحقا إطارات، من مختلف الأعمار ومن جميع نواحي الجزائر، كلهم أميين. كان من بينهم سعدي بن يحي من برباشة، هو شاب من بلاد القبائل عمره ١٨ سنة، وقد تجاوز بعضهم السن الموقرة للشيخوخة، وقد أثار انتباهي أحدهم وكانت له قامة عملاق عندما سألته، على غرار الآخرين، عن اسمه لأسجله كتلميذ مثابر، فأجابني بكل بساطة: - ابن تاشفين!

استرعى الاسم انتباهي. فخاطبت نفسي: ربما يكون؟ ...

طرحت عليه أسئلة أخرى. فعلمت أنه من نواحي تلمسان وأنه حافظ للقرآن الكريم عن ظهر قلب. - واسمك هل تعلم مصدره؟

تعجب تلميذي الشيخ من سؤالي وفكر برهة من الزمن ثم بدا أنه لم يجد شيئا في ذاكرته، فرد:

- يا سيدي، أنا لا أعرف من أين جاء اسمي، ولكن سبق لي بتلمسان في يوم من الأيام، أن سألني نائب الوالي من أين جاء اسمي وهل لي وثائق عائلية.

لا اعتقد أني حدثت تلميذي عن مغزى الاهتمام الذي أبداه نائب الوالي باسمه. غير أني شعرت شخصيا بعجلة التاريخ تعود بي عدة قرون إلى الوراء في زمن المرابطين. وربما برزت أمام عيني حلول عدة