عندما تسمح بمثل هذا المشهد. فكنت أريد القضاء عليه أو محاولة القضاء عليه, على ضوء ذلك، قمت بإعداد برنامج للتربية. فكان علي من جهة أولى أن أكون إطارا من الشبان الذين يمكن أن يؤثروا مباشرة في وسط (شارع شابولييه) بحكم اتصالهم به عن قرب بعدما يحصلون على نصيب من التربية والعلم وذلك حسب إشعاعهم أنفسهم. ومن جهة أخرى، فكرت في محاضرات أسبوعية، كل يوم أحد، لأتحدث أمام الحشد.
أضف أنه كان علي أن أخضع نشاطاتي لتوقيت محدد وأضبطه حتى أحصل على أقصى النتائج في أدنى وقت، لعلمي أن أية جمعية منظمة للأهالي لا يمكن أن تدعم عملا يتطلب نفسا طويلا. فكان علي أن أخضع نشاطاتي لتوقيت مضبوط لتحديد قاس حتى أحصل على أقصى ما يمكن من نتائج في أدنى وقت. وقصد تخفيف تكاليفي الشخصية عن الجمعية فقد قررت في بادئ الأمر أن أبيت في المحل ذاته، وهو عبارة عن محل قديم مهجور للحدادة يقع بشارع فوشييه. في بهو هذا المحل الذي صبغت جدرانه بالجير، كنت أعطي دروسا لحضور منتظم كان يدفع مساهمة أسبوعية ضئيلة، ولكنها كانت تضمن لي خبزا وقطعة من الجبن. وهكذا أعفيت الجمعية من مصاريفي. وكنت أقبل بهذه الوضعية حتى أواصل نشاطى أكبر وقت ممكن، ولن يكون على أعضاء المكتب، وكانوا في أغلبهم أصحاب المقاهي والمطاعم المتواضعة، سوى دفع