لقد كنت بالفعل مثالا معقدا للتواضع الصادق والاعتزاز البريء.
ولم أكن لأدري أن (انتخابي) من طرف جمعية عامة طلابية سيشكل حدثا سيدون بكل عناية من طرف المكتب الثاني (١)، إلى جانب موقفي الذي أحبط مناورات الإدارة الاستعمارية الساعية لبث التفرقة بين الطلبة، وهي مهمة كلف بها موفق.
ولاستيعاب القضية كان المطلوب الكثير من رزانة العقل والإدراك والحكمة ولم يكن لدي غير الذكاء. فغدوت، وفي غفلة مني، (شخصا يجب أن يخضع للرقابة). ولم انتبه للأمر حتى جاءني ذات صباح رجل شرطة إلى مقر اتحاد الشبان المسيحيين أين كنت أتناول وجبات طعامي، ليطرح علي بعض الأسئلة عن (إمكانياتي المالية وموارد معيشتي) وعن التعليم الذي أزاوله. فأدركت للتو سبب التدخل المفاجئ للشرطة في حياتي، ولكني لم أعقد صلة بينه وبين دعوة ماسينيون أو أفكر في تأثيرها في وضع والدي؛ وبالعلاقة مع حالتي كطالب. ناهيك عن أن هذا الطالب لم يكن مواظبا وقتها.
أضف أن اللقاء بزوجتي، من جانب، ونشاطي المفرط في سبيل الوحدة الإسلامية أو كوني ببساطة ملتزما إسلاميا من جانب آخر، زاد الأمر سوءا.
في نادي اتحاد الشبان المسيحيين، أصبحت مشهورا كداعية إسلامي، إلى درجة أنه إذا كان ثمة أحد من مصلحته أن يسجل أفعالي وحركاتي، فسيلاحظ حتما أني عنصر لم تكن لديه قابلية