بالجزائر العاصمة وأن محمد بن ساعي ألقى بالمناسبة محاضرة باللغة العربية في نادي الترقي، وهو مكان التقاء نخبة السكان الجزائريين المسلمين، وكانت محاضرة مشهودة ومؤثرة تحمت عنوان:(السياسة كدرس من القرآن). وأنا استحضر الآن ما لموضوع مثل هذا من تأثير ومن طابع ثوري بالمعنى الحقيقي للكلمة. فقد نجح بن ساعي بالفعل وباقتدار من أن يستخلص من القرآن مبادئ (سياسة النصر)(أقول اليوم (سياسة الفعالية)) وأن يجمع الكل في شكل أدبي لم يعتد عليه (العلماء) الجزائريون. وكنت أعرف نص المحاضرة الذي تلاه علي بن ساعي مرة أولى في غرفة بفندق بالحي اللاتيني وسمعتها مرة أخرى في محل جمعية الطلبة المسلمين لشمال إفريقيا. ويجب أن أقول، من جهة أخرى، أن محاضرة بن ساعي باللغة العربية ومحاضرتي التي ألقيتها باللغة الفرنسية قد رفعت من شأننا في هذه الجمعية. ويجب أن أضيف الآن، أن هذا الأمر جعل جماعتنا محل ملاحظة ومراقبة من ماسينيون.
وعلى أية حال، فإني في موقع يسمح لي أن أقدر شخصيا في الجزائر مدى تأثير محاضرة صديقي، إذ أنها شكلت في اعتقادي، علامة فارقة في الحياة الجزائرية التي بدت لي معدمة فكريا وأخلاقيا. والآن أصبحت مدركا أننا كنا في أعماق بن ساعي وفي أعماقي شخصيا، ننشط ونتصرف بدون وعي منا وببراءة تصرف (منقذي الجزائر).
وإذا كان ابن ساعي يحبذ الظهور بهذه الصفة، فإني سعيت لصده عن ذلك، حتى تسير الأمور كما أراد الله، لا كما نريد نحن. غير أن