للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

والقومية، وهو ما يضيف لهذه الأفكار قيمة جديدة إلى قيمتها الأصلية، كالعملة الذهبية التي لا تزيدها الأيام إلا لمعانا ومصداقية ومضاعفة لقيمتها الشرائية، فى السوق الحضارية!!

إن هذا الكتاب، كما يستشف من عنوانه (العفن)، الذي يبرر المؤلف اختياره بنفسه، بما لا يمكن استبداله بغيره (انظر مقدمة المترجم) هو رصد للأوضاع المتعفنة داخل الوطن، وواقع الأمة، رصد خبير متمرس، وفحص طبيب متخصص لمرض خبيث عبر مختلف الأدوار والأطوار، فدقق النظر في الجراثيم العالقة على جسم الأمة مجهريا، وفند أطروحات الخصوم في تبرير علوقها منطقيا، وكشف لعبة الرهان، بالحجة والبرهان، وبين الحق وطريقه ليعيده ذووه إلى نصابه، ويمزقوا بالثورة الجهادية الكبرى ثوب الخيانة والعمالة على أجسام أصحابه، ويرجعوا سموم العدو وفضلاته (الذهنية) وجراثيمه المعدية إلى أحشائه، ليصبح الوطن بعد حين، وإلى حين، بين أيدي أبنائه ...

أقول إلى حين (...) لأن مورثات الخيانة تتناسل وتتناقل مع الأفكار عبر الأجيال، كما قلنا، وهي مثل السجايا والطبائع والخصال، مما يستوجب اليقظة الدائمة للحفاظ على المكاسب والمراتب، على اعتبار أن كل احتلال إذا كان يحمل بذور استقلال، فإن كل استقلال قد يحمل بذور احتلال، إذا تقاعس أو تقاعد الرجال عن مواصلة الجهاد بالوسائل المتاحة لكل

<<  <  ج: ص:  >  >>