للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

سألتها عن مسائل الأمن المثالية التي يقال أن ابن سعود رسخها في الأماكن المقدسة:

- بالفعل يا ولدي، فقد رأيت بأم عيني الأمر ... كنت أحبذ الذهاب لمسجد الرسول في المدينة المنورة في ساعات الفراغ للتعبد في الهدوء السائد تحت القبة. وفي مرة من المرات، وكان الوقت بين صلاتي العصر والمغرب، كنت وحيدة منزوية في ركن من أركان المسجد فوقعت عيني على محفظة نقود وكانت قريبة مني , ففكرت في الحاج المسكين الذي ضاعت منه فجمعتها. عند عودتي إلى الفندق حيث كنا نقيم سلمتها لوالدك ليسلمها بدوره إلى مدير الفندق معتقدين أنه سيفي بالمطلوب أفضل منا، نحن الأجانب. غير أن صاحب الفندق رفض استلام اللقيطة لمعرفته بالقوانين المشددة في حال كهذه. ولم يقبل سوى بإعلام الشرطة فقط. فلما قدم الموظف دون تأخر، وأظنه محافظ الشرطة، شرح لنا بأن اللقيطة يجب أن تبقى مكانها ولا يمكن أن تجمعها إلا السلطات. وبما أننا مجرد حاجين، يجهلان التنظيمات والقوانين، فقد استثناني وعفا عني وشكرني باسم صاحب المحفظة. فأنت ترى يا ولدي أن شريعة الله المقدسة مطبقة هناك بكل صرامة.

كنت أعرف هذا الأمر، غير أني كنت أفضل سماع انطباعات وأحاسيس والدتي وكنت أعلم أنها تجد متعة في تبليغي أفكارها. وكان الإحساس الوحيد الذي حدثتني عنه وكررته على مسامعى ببعض الفروق والأسف باد في النبرة هي قصة فتاة سوداء، كانت أمه لدى عائلة مكية.