(لقد ترجتني هذه الفتاة المسكينة، ذات الثلاثين سنة أن ابتاعها , وبعد أن استشرت والدك، اتخذت قرارا في هذا الشأن. غير أن المخلوقة المسكينة. لم تطلب حريتها، لأنها لم تكن تعاني سوء المعاملة من أسيادها كما أنها فضلا عن ذلك تحت حماية قوانين مشددة. لم ترد إلا مرافقتنا إلى الجزائر. غير أن إمكاناتنا لم تسمح لنا بشرائها ودفع تكاليف سفرها في آن واحد. فشرحت الأمر للفتاة المسكينة ففضلت البقاء عند أسيادها الطيبين. وإني نادمة الآن فلو أننا تصرفنا ببعض التقشف لحملناها معنا).
وبعد توقف لبرهة أضافت:
- كانت ستأكل من الرغيف الذي كتبه الله لها.
وكانت تتنهد كلما تذكرت القصة.
لم أذكر مطلقا أني أمضيت هذا المقدار من الوقت من قبل مثل هذه الأشهر الثلاثة من العطلة.
توسمت فيها جانبا جديدا وحماسة دينية وصيغة صوفية كانت تجذبني.
للأسف كان الوقت يمضي مسرعا. وبدأت أفكر في العودة، وفي الدخول المدرسي. كما أن والدتي بدأت تفكر في الموضوع كذلك، ففي إحدى الأمسيات وبينما كنا ندردش على عادتنا، قالت لي فجأة:
- لماذا لا تستقدم زوجتك.
- ولكن يا أمي كيف علمت؟ أجبتها مقاطعا.
- يا بني، إن للأم قلبا يخبرها.
- إذن سأخبرك يا أمي، فأنا فعلا متزوج شرعا وزوجتي تسمت باسم خديجة.