للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

- إنه اسم جميل. من الأفضل أن تستقدم خديجة لتمضي معنا فصل الشتاء هنا.

- ولكن يا أمي ألم تفكري في دراستي، وضياع سنة.

- أ ٥! الدراسة، الدراسة، لك من الوقت ما يكفي لها.

- ولكن يا أمي أنت لك الوقت لرؤية كنتكي. أجبتها وأنا أفكر بأن هذه هي رغبتها.

لم أفكر في غير ذلك تحت سماء صافية تتألق فيها النجوم. كان جو ذلك المساء لطيفا وهادئا بعد تناول الطعام. خرج أبي على عادته من المنزل، ولم أدر أين كانت شقيقاتي. كان رأس ابنة شقيقتي على ركبة والدتي التي تداعب خصلات شعر النائمة الصغيرة وهي تتأمل السماء الصافية. وبما أن والدتي تفضل إطفاء النور في هذه الساعة المبهجة، فقد لفنا ضوء خافت يناسب المشاعر العميقة. فقالت لي والدتي التي كانت متأملة سارحة الفكر وهي تنظر إلى النجوم:

- يا بني، عليك ربما أن تخرج. أما أنا فلم أصل العشاء بعد. كنت بالفعل أفكر في حضور درس يلقيه ذلك المساء الشيخ الإبراهيمي في ساحة الولي سيدي بن سعيد.

- ليلة سعيدة، أمي، هل أحمل عنك لطيفة؟

- لا، ليس هناك ضرورة سأضع رأسها على البلاط، فالجو حار.

ليلة سعيدة يا بني.

غادرت البيت بنوع من الغبطة في النفس، غبطة لم تكن إلا والدتي لتمنحها لي. وصلت زاوية الولي حيث كان الحضور كثيفا.