للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

وبدا لي الشيخ الإبراهيمي الذي أراه للمرة الأولى أقل تشبها بالقدامى من (العلماء) الجزائريين. وقد اعجبتنى بلاغته. ولكنى لاحظت على

الخصوص نباهة عقله التي كانت تمس مشكل اجتماعي لم يكن بمقدور أي (عالم) أن يجاريه كما أتصور. فقد تكلم عن التربية بكثير من اللباقة والدقة.

لقد عمق حديثه السلفية في روحي أكثر. وأبدى جميع الناس إعجابهم به.

فجأة دوى صوت رصاصة في أحد الشوارع المحاذية، فانقطع الإعجاب والسحر.

وأسر أحد الناس الذي وصل لتوه في أذن أحد الذين كانوا بجنبه أن الأمر يتعلق بعملية أخذ بالثأر، وتناهى اسم الضحية إلى مسامعنا وكان لرجل طيب. لم أعد استمع للخطيب بل أفكر في هذه المأساة التي انفجرت في مكان ليس بعيدا. ولخصت مأساة العالم الإسلامي فيها. يقتل إنسان طيب. إنها أخلاقنا، قلت في نفسي. يا لها من وحشية. رأيت في أمي بعض الحزن. ثم قالت لي عندما رأتني أعد حقائبي:

- أي بني، ها هو موعد عودتك قد اقترب. فهل ستلقاني السنة القادمة؟

لقد نطقت بهذه الكلمات وهي تبتسم. غير أن كلامها هذا أذهلني.

- بمثل هذا الكلام سأحمل معي أفكارا سوداء. أفضل أن أبقى هنا واستقدم خديجة.

وأضافت أمي التي كانت تبتسم لأن تأثري كان يعجبها باعتباره دليلا رقيقا على محبة يكنها ابن لوالدته: لا يا ولدي، ولكن أرسل