وزيادة على ذلك، وباستثناء عودة محمد وصالح بن ساعي وعلي بن أحمد، رحمه الله، لم أكن أتفق حول هذه النقطة مع أحد، حتى مع الخالدي الذي أنهى دراسته الثانوية , أما أنا فلم تكن لدي صعوبة في تمتين مواقفي المناهضة لبن جلول، لأن الأحداث كانت للأسف تثبت حججى.
فقد تناهى إلى سمعي ذات مساء أن الدكتور بومالي، عليه رحمة الله، وصل إلى تبسة، فبدت لي هذه الزيارة في الليل غامضة، فرغبت في لقاء الرجل والتحدث إليه.
التقيته بالفعل خلال نزهة بالمدينة وهو يتحدث مع أحدهم وهو المدعو ولد فيلالي محمد الذي تبين أنه عميل للمكتب الثاني، وقد اعترف هو شخصيا بالأمر بعد ذلك. قدمني قريبي مسكادجي إلى الدكتور بومالي الذي لم أكن أعرفه من قبل. فباشر الحديث عن غرض زيارته الليلية. لقد قدم تبسة لتعليق حركة الاستقالات التي بدأت ترتسم وتلوح في الأفق.
قد يكون تعجبي ارتسم على محياي إذ خاطبني قائلا:
- إن الوالي استدعاني ليحذرني إن لم تعلق الاستقالات فسيضطر لاستدعاء الجيش ... الزواوة (Les zouaves)، كما أوضح لي للتدليل على خطورة الوضع.
لقد كنت أمام أول خائن - بطل (Traitre - héros) للفديرالية. أدركت المسألة للتو وتركت غضبي ينفجر أكثر من اللزوم إذ صرخت: