إمام المدينة جليلا إذ رافق في إحدى المرات يهوديا مسكينا اعتدى عليه شخص مارق.
بيد أن هذه الأحداث ستفرز في الجزائر أثرا سياسيا كبيرا. فقد ظهرت لنا من هذا التاريخ مسألة الصنم بن جلول، دون أن يفهم هو نفسه ماذا جرى له، وأنا على يقين بذلك. لقد نطح شرطيا كان ينظر إليه بازدراء، في ساحة (الغاليت) بقسنطينة غير أن ضربة رأس بن جلول أفقدت الجزائر وعيها، وهي التي خرجت في ذلك اليوم عن السبيل التي رسمها لها الإصلاح بغموض. فأنصار الإصلاح أنفسهم لم يفهموا مطلقا المعنى العميق للأحداث، وأمدوا هم أيضا الصنم الجديد بأصواتهم الانتخابية.
حتى الشيخ بن باديس الذي ظهر أثناء الأحداث العصيبة وهو متحل بشجاعة سامية، وبكرامة تامة، كان أبعد من أن يعي مغزى الأحداث. وأخيرا، ورغم أنفي، فإن بن جلول رفع إلى درجة (الحكيم) والبطل الوطني رقم واحد.
حتى الصحافة المصرية تحدثت عنه كبطل للإسلام. ولم يشك أحد في الجزائر في معرفة من كان وراء التنظيم المحكم للتمثيليه. ولم يتبادر الشك إلى الأذهان حتى عندما رفضت (فيدرالية المنتخبين المسلمين) أموالا وجهتها لجنة إسلامية في فلسطين لصالح (الضحايا المسلمين في قسنطينة). فحتى بعد هذا العمل الشنيع الذي قام به (الحكيم) لم يرتفع صوت للتنديد به. هكذا كان حال الجزائر في سبتمبر ١٩٣٤.