للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

نص سؤال الشيخ القاضي محمد الأمين بن محمد الخضر الشنقيطي -رحمه الله- الموجه للشيخ العلامة محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي -رحمه الله- (١).

حضرة صاحب الفضيلة الشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي

المحترم

بعد السلام عليكم: أبدي أنه أمامي الآن مسألتين، بحثت عن شخص يمكنه إيضاحهما بما يتفق والدين والواقع مؤيدا بالأدلة الشرعية والعقلية، فرأيت أن ذلك الشخص هو فضيلتكم، ولهذا أرجوكم التفضل بذلك لما لها من الأهمية في هذه الأيام، وإشغالها مجالس كثير من الفكريين والعقلاء.

١ - تعلمون أن القرآن صرح بأن محل العقل القلب: {لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا} [الأعراف: ١٧٩]، والحديث: "ألا إن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب". وتعلمون أن الإمام أبا حنيفة يرى أن محل العقل الدماغ، وكذلك الحكماء، وأن البعض ذهب إلى أن الدماغ أداة من أدوات القلب، فما المخرج في ذلك.

٢ - تعلمون أن الله تعالى قال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا ... } [التوبة: ٢٨]، وتعلمون أن القرآن فرَّق بين المشركين وأهل الكتاب: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى} [المائدة: ٨٢]، وتعلمون أن سيدنا عمر بن عبد العزيز أمر بإلحاق أهل الكتاب بالمشركين في عدم دخول المسجد الحرام، وأن عطاء رضي الله عنه جعل المسجد يشمل الكل، وعلى هذا درج المسلمون إلى الآن، فما هو سند سيدنا عمر، وما هو النهج الديني في ذلك؟

ولكم من الله الأجر والثواب، ومني الشكر مع جزيل التحية.


(١) والسؤال مكتوب بالآلة الكاتبة على ورقة تحمل اسم وشعار سفارة المملكة الأردنية الهاشمية بجُدَّة -إذ كان الشيخ محمد الأمين بن الشيخ محمد الخضر وقتها هو القائم بأعمال السفير-، وحملت رقم (١/ ١٧) بتاريخ: ٢٣/ ٤/ ١٣٨٩ هـ، ٨/ ٧/ ١٩٦٩ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>