للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

"إذا قعدْتُم في كل ركعتين فقولوا: التحيات لله والصلوات الطيبات، السلام عليك أيُّها النبي ورحمه الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ووسوله، ثم ليتخيّر من الدعاء أعجبه إليه".

فقال -رحمه الله-: "وفي الحديث فائدة هامة: وهي مشروعية الدعاء في التشهد الأول، ولم أر من الأئمة من قال به غير ابن حزم، والصواب معه" (١).

ولا يخفى أن هذا الحديث فيه إجمال، فإن قوله: "ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه" يحتمل أن يعود على كلا التشهدين أو على التشهد الأخير.

وإذا كان الأمر كذلك فإن البيان والتّفصيل يطلب من أدلّة أخرى، وقد ثبت في مسلم (٢) من حديث أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

"إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير؛ فليتعوذ بالله من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر المسيح الدجّال".

ثم إن الرواية السابقة من حديث ابن مسعود المفضلة وهكذا عمل الصحابة: يدل على أن السنة هي الاقتصار على التشهد في الجلوس الأول، وقد قال بمشروعية الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - في التشهد الأول: أبو عبد الله عبد العزيز بن عبد الله بن باز الإمام، فهو مما اتفق عليه الإمامان.

قال الفقير إلى عفو ربه: ومما يرجح ما ذكرته ويوضحه ما رواه أبو داود (٣)، وأحمد (٤) بإسناد جيد، عن معاذ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له:


(١) المصدر السابق.
(٢) (١٣٢٦).
(٣) "السنن" (١٥٢٢).
(٤) "المسند" (٥/ ٢٤٥).

<<  <   >  >>