للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

"أوصيك يا معاذ، لا تدعن دبر كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحُسن عبادتك".

فهذا صريح في أن موطن الدعاء بعد التشهد الأخير. قال أهل العلم: "دبر الشيء، آخره".

وأما ما رواه مسلم (١) من حديث عائشة في وصفها لصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقولها: "ويصلى تسع ركعات، لا يجلس فيها إلا في الثامنة، فيذكر الله ويحمده، ويدعوه، ثم ينهض ولا يسلم، ثم يقوم فيصلى التاسعة، ثم يقعد فيذكر الله ويحمده ويدعوه، ثم يسلم تسليمًا يسمعنا".

وجه الدلالة: أن المستدل جعل جلوسه في الثامنة بمنزلة التشهد الأول، وأنه كان يدعو فيه.

والجواب على هذا من وجهين:

الأول: أن هذا الحديث وارد في صلاة الليل، بل في صفة من صفاتها، ومن المجزوم به أنه ليس كل ما كان يفعله - صلى الله عليه وسلم - في صلاة الليل يفعله في الفريضة أو في نافلة النهار، مما يدل على اختصاصه بصلاة الليل، وذلك مثل: طول القيام، والركوع، والسجود، والوصل بين الركعات أحيانًا، والفصل بينها، وقوله بعد الوتر: سبحان الملك القدّوس، ثلاثًا.

الثاني: أنا لا نسلم أن جلوسه في الثامنة بمنزلة التشهد الأول، فإن هذا من باب القياس، ولا قياس في العبادات.

١٣٧ - قال المصنف (٢):

"وهي الرفع في المواضع الأربعة: أي: عند تكبيرة الإحرام، وعند الركوع، وعند الاعتدال من الركوع، هذه الثلاثة المواضع في كل ركعة،


(١) (١٧٣٩).
(٢) (١/ ٢٧٧).

<<  <   >  >>