والموضع الرابع عند القيام إلى الركعة الثالثة، فقد دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة.
أما عند التكبير فقد روى ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوُ خمسين رجلًا من الصحابة، منهم العشرة المبشرة بالجنة، ورواه كثير من الأئمة عن جميع الصحابة من غير استثناء.
وقال الشافعي: روى الرفعَ جمعٌ من الصحابة، لعلّه لم يرد قط حديث بعدد أكثر منهم.
وقال ابن المنذر: لم يختلف أهل العلم أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يرفع يديه.
وقال البخاري في "جزء رفع اليدين": روى الرفعَ تسعةَ عشرَ نفسًا من الصَحابة.
وسرد البيهقي في "السنن" وفي "الخلافيات" أسماء من روى الرّفع؛ نحوًا من ثلاثين صحابيًّا.
وقال الحسن، وحميد بن هلال: كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرفعون أيديهم، ولم يستثن أحدًا منهم، كذا في "التلخيص".
وقال النووي في "شرح مسلم": إنها أجمعت على ذلك عند تكبيرة الإحرام، وإنما اختلفوا فيما عدا ذلك، وقد ذهب إلى وجوبه داود الظاهري، وأبو الحسن أحمد بن سيار، والنيسابوري، والأوزاعي، والحميدي، وابن خزيمة.
وأما الرفع عند الركوع وعند الاعتدال منه: فقد رواه زيادةٌ على عشرين رجلًا من الصّحابة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقال محمد بن نصر المروزي: إنه أجمع علماء الأمصار على ذلك إلا أهل الكوفة.