للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢ - ولما رواه أبو داود (١)، وأحمد (٢)، والحاكم (٣): عن شعبة عن الأعمش، قال: حدَّثنا عمرو بن مرّة: ثنا ابن أبي ليلى عن معاذ بن جبل قال: "أنزل الله - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٨٣)} -إلى هذه الآية-: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}، قال: فكان من شاء صام، ومن شاء أفطر وأطْعَم مسكينًا وأجزأ ذلك عنه.

قال: ثم إن الله - عزّ وجلّ - أنزل الآية الأُخرى {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}؛ قال: فأثبت الله صيامه على المقيم الصّحيح، ورخَّص فيه للمريض والمسافر، وثبت الإطعام للكبير الّذي لا يستطيع الصّيام". وأُعلَّ بالإرسال.

٣ - ما أخرجه الدارقطني (٤): حدَّثنا أبو صالحٍ الأصبهانيُّ: ثنا أبو مسعود: ثنا عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح أنَّ أبا حمزة حدّثهم عن سليمان بن موسى عن عطاء، عن أبي هريرة قال: "من أدركه الكبر فلم يستطع أن يصوم رمضان؛ فعليه لكل يوم مد من قمح"، وفي إسناده: عبد الله بن صالح؛ فيه ضعف.

(فهذا قول ثلاثة من الصّحابة ولم يعرف لهم مخالف) (٥).

الثاني: (وأيضًا؛ فإن الصّحابة والتابعين أخبروا أنّ الله رخّص في هذه الآية للعاجز عن الصّوم أن يفطر ويُطعم، وأنّ حكم الآية باقٍ في حقّه، وهم أعلم بالتّنزيل والتأويل، وأيضًا؛ فإن ذلك تبيّن من وجهين:

أحدهما: أَنّ ابن عباس وأصحابه قرؤوا (يُطوَّقونه) و (يُطيقونه)، وهي


(١) "السنن" (١/ ١٩٣).
(٢) "المسند" (٥/ ٢٤٦).
(٣) (٢/ ٣٠١).
(٤) "السنن" (٢/ ٢٠٨).
(٥) "شرح العمدة" لابن تيمية (١/ ٢٦٢).

<<  <   >  >>