للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

واحدة، ثم نزل بعد ذلك نُجُمًا نُجُمًا، وهي ليلة في السَّنة، ولا يجب أن تكون في رمضان، نعم؛ رمضان مظِنَّة غالبة لها، واتّفق أنَّها كانت في رمضان عند نزول القرآن.

والثانية: يكون فيها نوع من انتشار الروحاينة، ومجيء الملائكة إلى الأرض، فيتّفق المسلمون فيها على الطاعات، فتتعاكس أنوارهم فيما بينهم ويتقرّب منهم الملائكة، ويتباعد منهم الشياطين، ويُستجاب منهم أدعيتهم وطاعاتهم، وهي ليلة في كل رمضان في أوتار العشر الأواخر، تتقدّم وتتأخّر فيها، ولا تخرج منها، فمن قصد الأولى قال: هي في كل سنة، ومن قصد الثانية قال: هي في العشر الأواخر من رمضان".

قال الفقير إلى عفو ربّه: قال أحمد شاكر - في تعليقه على "الروضة": "هذا خيال غريب من صحاب "الحجّة البالغة"، لا دليل عليه من كتاب ولا سنّة، وما أظن أحدًا قاله قبله، والعبرة في هذه الأمور بالنّقل، لا بالتخيّل والأوهام".

٢٨٩ - قال الْمُصَنِّف (١):

"وفي المسوى": "اختلفوا في أي ليلة هي أرجى؟ والأقوى أنّها ليلة في أوتار العشرة الأخيرة تتقدّم وتتأخّر.

وقول أبي سعيد: أنَّها ليلة إحدى وعشرين.

وقال المزني، وابن خزيمة: إنَّها تنتقل كل سنّة ليلة؛ جمعًا بين الأخبار.

قال في "الروضة": وهو قوي.

ومذهب الشافعي أنَّها لا تلزم ليلة بعينها.

وفي "المنهاج": وميل الشافعي إلى أنَّها ليلة الحادي والثالث والعشرين.

وعن أبي حنيفة: أنَّها في رمضان، لا يُدرَى أيّة ليلة هي؟ وقد تتقدّم وتتأخّر.


(١) (٢/ ٤٦ - ٤٧).

<<  <   >  >>