للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(يمكن القول إن معظم المرجعيات التي يستند إليها الباحثون المعاصرون كانت موجهة بكيفية أو بأخرى بالظروف السياسية التي زامنتها) (١).

ولأن الثقة بالمرجعيات الفقهية معدومة فلا بد من:

(التأكيد على ضرورة بناء مرجعية تكون أسبق وأكثر مصداقية من المرجعيات المذهبية، أعني تلك التي قامت أصلا كوجهة نظر تروم تأييد موقف سياسي معين) (٢).

وحلًا لهذه الإشكالية لا بد من العودة بالمرجعية إلى مرحلة الصحابة رضي اللَّه عنهم:

(وإذا كنا هنا ندعو إلى وضع الاجتهادات السابقة والمذاهب الماضية بين قوسين والرجوع مباشرة إلى عمل الصحابة) (٣).

وحين رجع الجابري لفقه الصحابة وجدهم في بنائهم الفقهي قد اعتمدوا على المصلحة:

(إن المبدأ الوحيد الذي كانوا يراعونه دومًا هو المصلحة، ولا شيء غيرها، وهكذا فكثيرًا ما نجدهم يتصرفون بحسب ما تمليه المصلحة، صارفين النظر عن النص حتى ولو كان صريحًا قطعيًا، إذا كانت الظروف الخاصة تقتضي مثل هذا التأجيل للنص) (٤).


(١) الدين والدولة وتطبيق الشريعة، ٨.
(٢) الدين والدولة وتطبيق الشريعة، ٩.
(٣) الدين والدولة وتطبيق الشريعة، ١٢.
(٤) الدين والدولة وتطبيق الشريعة، ١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>