للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولو قرأ: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ} [الملك: ٣٠]. فهنا لا يقول: يأتي به الله؛ لأن هذا إنما جاء في سياق التهديد والوعيد، فالله أمرِ الرسوِل - صلى الله عليه وسلم - أن يقول لهؤلاء المكذبين: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ} [الملك: ٣٠] والعامَّة نسمعهم يقولون: يأتي به اللهُ، وهذا لا يصلح.

وفيه آيات كثيرة؛ كقوله في سورة النمل: {أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ} [النمل: ٦٠]؟ فهل يصحُّ أن يقول: لا؟

الجواب: نعم، يصحُّ أن يقول: لا إله مع الله. ا. هـ كلام الشيخ - رحمه الله - وعلى كلام الشيخ تنبيهات:

الأول: قوله عن المأموم غير مسلّم إن أدى ذلك إلى عدم الإنصات.

قلت: هذا غير مسلّم، فسبب تعوذه إنصاته لإمامه، وهذا شيء يسير لا ينافي الإنصات.

الثاني: قوله وأما في صلاة الفرض فليس بسنة.

فالجواب قال الشافعي في الأم: (١) قال: أخبرنا ابن مهدي، عن سفيان، عن السدي، عن عَبْدِ خَيْرٍ: أن عليًا - رضي الله عنه - قرأ في الصبح بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} فقال: سبحان ربي الأعلى، وهم


(١) الأم للشافعي ٧/ ١٧٥.

<<  <   >  >>