للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رواه أصحاب السنن، وصححه الترمذي، وابن حبان، وضعف بعضهم بعض رواته، والحق أنه من قبيل الحسن، يصلح للحجة؛ لكن قيل في الاستدلال به نظر؛ لأنه فعل مجرد فلا يدل على تحريم ما عداه وأجاب الطبري عنه بأنه محمول على الأكمل جمعًا بين الأدلة، وأما حديث بن عمر مرفوعا: «لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئا من القرآن». (١) فضعيف من جميع طرقه وقد تقدم الكلام على حديث عائشة في أول كتاب الحيض، وقولها طمثت بفتح الميم، وإسكان المثلثة، أي حضت، ويجوز كسر الميم، يقال طمثت المرأة، بالفتح والكسر في الماضي، تطمث بالضم في المستقبل. (٢) ا. هـ.

قلت: ما أشار إليه الحافظ بقوله واستدل الجمهور على المنع بحديث علي .... إلخ.

الحديث أخرجه أهل السنن وغيرهم، من طريق عمر بن مرة عن عبد الله بن سَلمة، عن علي - رضي الله عنه -. وعبد الله بن سلمة (بكسر اللام) فيه كلام. والحديث ضعفه جماعة؛ كالشافعي، ونقل عن أحمد والبخاري والخطابي والنووي، وصححه جماعة؛ كالبغوي وعبد الحق وابن السكن وابن خزيمة والحاكم وابن حبان وابن حجر وأحمد شاكر وشيخنا ابن باز، والحديث له شاهد آخر من طريق أبي الغريف عن علي - رضي الله عنه - مرفوعًا، وأبو الغريف فيه جهالة، وروي بإسناد أصح موقوفًا على علي - رضي الله عنه - قال الدارقطني في سننه (٣)، وهو صحيح عن علي، والحديث جاء له شواهد مرفوعة كلها معلولة.


(١) أخرجه الترمذي (رقم: ١٣١) وابن ماجه (رقم: ٥٩٥).
(٢) فتح الباري- ابن حجر- (١/ ٤٠٧).
(٣) الدارقطني (رقم: ١٠).

<<  <   >  >>