للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والرأي: استخراج صواب العاقبة (١)، وقيل: الرأي هو القياس (٢)، ولهذا سمى أصحاب أَبِي حنيفة أصحاب الرأي (٣).

والمفتي: هو المخبر بالحكم الشرعي مع كونه من أهل الفتيا (٤)، وَلَا يكون مفتيا حَتَّى يكون مجتهدا (٥).


(١) وهو تعريف القاضي، وضعفه الكلوذاني وابن عقيل، وَقَالَ الكلوذاني: هو غاية الفكر، وَقَالَ ابن عقيل: استخراج حال العاقبة، وضعف هذا التعريف الجويني وَقَالَ: هو طلب الحق بضرب من التأمل، ولعله أحسنها والله أعلم. انظر: العدة لأبي يعلى (١/ ١٨٤)، والكافية فِي الجدل للجويني ص ٥٨.، والتمهيد لأبي الخطاب (١/ ٦٤)، والواضح لابن عقيل (١/ ٢٠٥).
(٢) قَالَ الرازي: لا نسلم أن الرأي هو القياس. انظر: المحصول للرازي (٥/ ٧٣).
(٣) ذكر الشهرستاني فِي الملل أنهم أصحاب أَبِي حنيفة من أهل العراق، وأهل العِلْم يطلقون أهل الرأي ويريدون به أهل الكلام فِي العقائد وأهل الرأي من الحنفية كما يطلقه عليهم علماء الأصول وكما هو واضح من كلام ابن قتيبية، قَالَ ابن قُتَيْبَةُ: فأَمَّا الرأي فِي الفروع فأخف أمرا، بعدما رد على أهل الكلام، وَقَالَ فِي موضع آخر: أشد أهل العراق فِي الرأي والقياس الشَّعْبِيّ، وأسهلهم فِيهِ مجاهد. انظر: تأويل مختلف الحديث لابن قُتَيْبَةُ ص ١٤٩، ٢٢٢ - ٢٣٩، وجامع بيان العِلْمِ وفضله لابن عبد البر (٢/ ٢٥٩)، والملل والنحل للشهرستاني (٢/ ١٢).
(٤) وقريب منه تعريف ابن حمدان، وَقَالَ الغزالي: هو المستقل بأحكام الشرع نصا أَو استنباطًا، وَقَالَ ابن مفلح: العالم بأصول الفقه وما يستمد منه والأدلة السمعية مفصلة واختلاف مراتبها. انظر: البرهان للجويني (٢/ ٨٦٩)، والمنخول للغزال ص ٤٦٣، صفة الفتوي لابن حمدان ص ٤، وأصول الفقه لابن مفلح (٤/ ١٥٣٢)، والتحبير للمرداوي (٨/ ٣٨٦٨).
(٥) الذي يظهر من كلام المؤلف أن لفظ المفتي مرادف للمجتهد كما هي عادة علماء الأصول يطلقون المجتهد وأحيانا المفتي ويذكرون بعده شروط الاجتهاد، فِي باب الاجتهاد، وهو الذي مشي عَلَيْه المؤلف - رَحِمَهُ اللهُ -. انظر: المراجع السابقة.

<<  <   >  >>