للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَهَذَا الشِّرْكُ لَا يُعْرَفُ فِي العَرِبِ، بَلْ العَرَبُ كَانَتْ مُقِرَّةً بِأَنَّ اللهَ خَالِقُ كُلِّ شِيءٍ؛ وَلِهَذَا إِنَّمَا يُذْكَرُ مِثْلُ هَذَا القَولِ عَنِ الزَّنَادِقَة، كَمَا ذَكَرَ بَعْضُ المُفَسِّرِينَ كَابْنِ السَّائِبِ فِي قَولِهِ: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ} قَالَ: نَزَلَتْ فِي الزَّنَادِقَة، أثْبَتُوا الشِّرْكَةَ لإِبْلِيس فِي الخَلْق، فَقَالُوا: اللهُ خَالِقُ النُّورِ وَالنَّاسِ وَالدَّوَابِ وَالأَنْعَام، وَإِبْلِيسُ خَالِقُ الظُّلْمَةَ والسِّبَاعِ وَالحَيَّاتِ وَالعَقَارِبِ (١).


= الظلمة، ومنهم من قال: إن الظلمة قديمة أزليَّة، مع أنها مذمومة عندهم ليست مماثلة للنور، ومنهم من قال: بل هي حادثة، وأن النور فكَّر فكرة رديئة، فحدثت الظلمة عن تلك الفكرة الرديئة ... وأما مشركو العرب وأمثالهم، فكانوا مقرين بالصانع، وبأنه خلق السموات والأرض، فكانت عقيدة مشركي العرب خيرًا من عقيدة هؤلاء الفلاسفة الدهرية).
(١) هكذا أورده شيخ الإسلام في سبب نزول هذه الآية عن الكلبي، وذكره هكذا أيضًا كما في الفتاوى (١٧/ ٢٧١)، وقد أخرج أبو حاتم في تفسيره (٤/ ١٢٥٩)، وأبو الشيخ كما في الدر المنثور (٣/ ٢٤٧): عن مجاهد قال نزلت هذه الآية في =

<<  <   >  >>