والحق أن شيخ الإسلام لا ينفي مقاتلة الكفار ابتداءً أو طلبهم، بل إنه لم يتعرض لهذا الأمر في الجزء المنقول عنه بشكل صريح، وإلا فابتداء الكفار - في حال قوة المسلمين - بالقتال عند ممانعتهم نشر الإسلام وإقامته، أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون أمر قد حسمه القرآن والسنة، وكان عليه عمل الأمة.
ولهذا قال شيخ الإسلام بعد أن تطرق إلى بعض ما تطرق إليه هنا.
قال (١): (فلما نزلت آية الجزية لم يكن بد من القتال أو الإسلام والقتال إذا لم يسلموا حتى يعطوا الجزية، فصار هؤلاء إما مقاتلين
(١) انظر: منهاج السنة (٨/ ٥١٧ وما قبلها وما بعدها)، وانظر نحو هذا أيضًا في مجموع الفتاوى (١٩/ ١٩ وما بعدها)، والصفدية (٢/ ٣١٧ وما بعدها) ينجلي عنك الإشكال، ويتضح لك التفصيل في المقام.