للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَيَسْقي أَرْضَ عادٍ، إنَّ عاداً ... قَدَ اضْحَوا ما يُبينُونَ الكَلاَمَا

مِنَ العَطَشِ الشَّديدِ بأَرْضِ عادٍ ... فَقَدْ أَمْسَتْ نِساؤُهُمُ أَيامَى

وإنّ الوَحشَ تأْتيهِمْ جَهاراً، ... فَما تَخْشَى لِعَادِيٍّ سِهامَا

فَقُبِّحَ وَفْدُكُمْ مِنْ وَفدِ قَوْمٍ، ... ولا لُقُّوا التَّحِيَّةَ والسّلامَا

وقال مرثد بن سعد بن عفير، وكان من الوفد، وكان مسلماً من أصحاب هود، عليه السلام: الوافر

عَصَتْ عادٌ رَسولَهُمُ، فأَمْسَوا ... عطاشاً ما تَبُلُّهُمُ السَّماءُ

وَسُيِّرَ وَفْدُهم مِن بَعدِ شَهرٍ، ... فأَردَفَهُمْ مَعَ العَطَشِ العَماءُ

بِكُفرِهِمُ بِرَبِّهِمُ جَهاراً ... على آثارِ عادِهِمُ العَفاءُ

أخبرنا المفضل قال: أخبرني أبي عن جدي عن محمد بن إسحق عن محمد ابن عبد الله عن أبي سعيد الخزاعي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: سمعت علياً، رضي الله عنه، يقول لرجلٍ من حضرموت. أرأيت كثيباً أحمر، تخالطه مدرة حمراء، ذات أراكٍ وسدرٍ كثير، بموضع كذا وكذا من ناحية حضرموت؟ قال: نعم، إنك لتنعته لي نعت من عاينه، هل رأيته؟ قال: لا، ولكني حدثت عنه. قال الحضرمي: ما شأنه يا أمير المؤمنين؟ قال: فيه قبر هود، عليه السلام، عند رأسه شجرةٌ تقطر دماً إما سلم وإما سدر، ثم أنشد: الوافر

عصَتْ عادٌ رَسولَهُمُ، فأمْسَوْا ... عِطاشاً ما تَبُلّهمُ السّماءُ

وفي مصداق ذلك يقول عباس بن مرداس السلمي: البسيط

في كُلِّ عامٍ لَنا وَفْدٌ نُسَيِّرُهُمْ، ... نَخْتارُهمْ حَسَباً مِنّا وأحلامَا

<<  <   >  >>